
رصد الجريدة : فدوى خزرجي
في أقل من ثانية كل شيء قد توقف في حياتهم في صبيحة السبت الموافق ١٥ ابريل حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بذلك الخبر المشؤوم بأن الرصاصة الاولى قد خرجت معلنة اشتباك بين الجيش والدعم السريع لتفتح مزيدا من نوافذ الألم من ارتقاء الآلاف القتلى، بجانب تبعثر مجموعات المليشيا المتمردة على نطاق واسع بالعاصمة المثلثة للإحتماء بالتجمعات السكنية والمدارس والمستشفيات واتخاذ المواطنين دروع بشرية، فضلا عن انها احتلت مباني سكنية، وكل التقارير أكدت بأن مليشيا الدعم السريع ومن معها اجرمت بحق ملايين الأسر بالخرطوم، دارفور، وكردفان، قتلت ودمرت وفتكت واستباحت الأرض والعرض من دون رحمة حولت الحياة إلى موت، والأمل إلى شقاء، والفرح إلى بؤس، فهي هكذا تعيش الموت وكأنه حياة، وكأنها أرواح شيطانية متفلته هجرت آلاف الأسر من منازلهم كانت هي ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ومدن آخرى تركها أهلها تبكي بصمت حزناً ، فليس من السهولة إن تغادر ارضك مجبرا، وليس من الحق إن تنام في العراء ولك المال والجاه، وليس انصافاً إن تحتل الشياطين أماكن الناس الطيبة والوديعة، حيث رجال، نساء، أطفال ، شيوخ، مرضى ومعوقين أصبحوا اليوم من دون مأوى ولا معين، طالتهم أيادي الشياطين وهجرتهم عنوة من مدنهم ومساكنهم واستولت على كل ممتلكاتهم باسم الديمقراطية وحجة (الفلول) ، أضف إلى ذلك تعرضهم لجملة من الانتهاكات متمثلة في الاغتصابات، الاختفاء القسري، التعذيب، نهب الممتلكات وإتخاذهم دروع بشرية، فضلا عن مهاجمتها في بداية الحرب للإمدادات الطبية ، وتعرضها بالنهب والإتلاف ل(٤١) شركة دوائية و (١٢) مصنع أدوية تمثل قرابة ال٥٠% من المصانع الدوائية، فضلاً عن انها منعت وصول الدواء للمواطنين، تلك هي حالة من اجبرتهم ظروف الحرب لأن يتركوا مدنهم وبيوتهم أماكنهم للهجرة لدول آخرى والنزوح خارجها للولايات هربا من مليشيات مجرمة لاتعرف الرحمة والإنسانية.
*قرار جائر*
في ظل الوضع الانساني المتردي و الأزمة الاقتصادية والسيوله الأمنية التي تعاني منها البلاد وفي ظل امتداد نار الحرب التي حرقت الأبرياء، وافقدتهم ذكرياتهم و أموالهم وممتلكاتهم و لم يجدوا سوا الخروج من مناطق الحرب إلى منقطه آمنه حيث خرج ٧٧٩ مواطن من الخرطوم إلى ولاية القضارف لكي تكون ملاذ آمن لهم ويحتويهم، على الرغم من كل تلك المعاناة التي ظل يشتكي منها النازحين الفارين من مطرقة الحرب ليقعوا تحت سندان قرار حكومة ولايتي القضارف و نهر النيل الذي قضى باخلاء المدارس والداخليات من النازحين تمهيدا لفتح المدارس والجامعات، مما آثار غضباً واضحا في وسائل التواصل الاجتماعي وتوالت البيانات المنددة للقرار
حيث وصفته لجنة محامو الطوارئ بالسلوك المرفوض والمشين ولا يشبه حتى القيم السودانية، وقالت في بيان تحصلت (الجريدة) على نسخه منه : تابعنا قرارات ولاة ولايتي القضارف و نهر النيل تحديداً مدينة عطبرة ضد النازحين الفارين من مطرقة الحرب ليقعوا تحت سندان العشوائية و الهمجية من حكومات الولايات حيث أصدرت حكومات ولايتي نهر النيل و القضارف قراراً قضى باخلاء المدارس والداخليات من النازحين تمهيدا لفتح المدارس والجامعات دون تحديد لأماكن بديلة يمكن للنازحين اللجؤ إليها، وأضافت : وعندما احتج النازحين بالقضارف على هذا القرار الجائر والغير المدروس قامت شرطة الولاية بقمعهم وضربهم بالغاز المسيل للدموع مما أدى إلى اختناق أربعه أطفال بالغاز المسيل للدموع، وطالبت حكومات الولايات التي اتجه إليها النازحين من مدن السودان التي بها حرب مراعاة هذه الظروف والعزوف عن هذه القرارات الغريبة وغير المدروسة خصوصا، ونوهت إلى أن الحرب لا زالت في اوجها ولا يوجد ملاذ آخر لهؤلاء النازحين .
*قرارات غير مدروسة*
وحول قرار والي ولاية القضارف قالت لجان مقاومة بلدية القضارف بأن حكومة الولاية بقيادة الوالي، الفاشل على حد وصفهم وبقررات غير مدروسة تستخدم القوة المفرطة بواسطة الأمن لإخلاء النازحين من مناطق الحروبات بمركز إيواء مدرسة القديمة وداخليتي عمر عبدالعزيز والرشيد مما نتج عن هذا العنف حالات اختناق و إصابات خطرة ،
واستنكرت هذا الفعل الذي وصفته بالبربري ودعت حكومة الولاية لضبط النفس وإيقاف العنف فوراً، وأردفت : إننا في خندق واحد مع النازحين وسنعمل معهم لحين رد كرامتهم ومحاسبة كل مسؤول علي هذه الفعلة الشنيعة ، متمنين الشفاء العاجل للمصابين
*مقتل طفل*
في ذات السياق قال تجمع ثوار الصحافة عبر صفحتهم الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك” النازحين بولاية القضارف و تحديداً داخل مدرسة القديمة صحوا على عملية مشتركة لطردهم نفذتها فيهم شرطة الولاية ادت لمقتل طفل مختنق بالغاز، واصابة ثلاثة أطفال في حاله اختناق يعجز اللسان عن وصفهم.
*حادث مأساوي*
“يا قاتل الأطفال في قصرك العالي الصوت هناك مسموع دم الطفل غالي والإنكسر في الروح ما بجبرو الوالي” بهذه الكلمات ابتدرت مجموعة” غاضبون بلا حدود كرري” وقالت ندين بشدة الحادث المأساوي الذي أسفر عن مقتل طفل اختناقاً بالغاز المسيل للدموع. وندين بشدة أي عنف يستهدف الأبرياء ونعبر عن تضامننا مع فرعية الكيان في القضارف و مع عائلة الضحية. كما نعلن إدانتنا الشديدة لحادث طرد النازحين من مدرسة القضارف من قبل الشرطة الذي وصفته بالسلوك غير المقبول، وشددت مجموعة غاضبون كرري بضرورة إجراء تحقيق شامل وعادل وإتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين. لتحديد المسؤوليات وتحقيق العدالة، بجانب أن تكون المدارس أماكن آمنة للجميع.
واضافت في بيانها حكومة القضارف استخدمت القوة لإخلاء داخلية طب وداخلية عمر بن عبد العزيز و مدرسة القضارف القديمه من النازحين بإطلاق الغاز المسيل للدموع في مواجهة ٧٧٩ شخص من النساء والأطفال،مما أدى إلى وفاة طفل، فضلاً عن إنها في أعقاب قفل بيت الشباب ومحاولة إيقاف عمل غرفة الطوارئ الشبابية، ونوهت إلى أنه تم نقل كل المرضى والحالات الحرجة إلى كلية طب .
*قرارات فوقية*
بين الحين و الآخر تتعدد و تتباين أشكال الإنتهاكات و الجرائم و التربص في مواجهة هذا الشعب المكلوم، هذا ما أكده تحالف السودان الثوري وقال في بيان تحصلت “الجريدة” على نسخه منه : تابعنا و قلوبنا يعتصرها الحزن والغضب من العنف المفرط الذي استخدمته الشرطة فى مواجهة المواطنين العزل النازحين من حرب الخرطوم الضروس التى تسببت فى نزوحهم من منازلهم ليأتوا ويقيموا فى مراكز الايواء بالقضارف ولكن مازال الظلم يتربص بابناء الشعب العزل من قبل حكام يطبقون قرارات فوقية أدت إلى هذه المأساة وهي قتل طفل بريء ليس له ذنب سوى أنه ابن هذا الوطن المسحوق أبناءه من قبل حكامه الفاسدين.
وأضاف : بنفس أساليب الإرهاب التي كانت تمارس من قبل دولة الإنقاذ و جهاز أمنها ، وتحت مرئى ومسمع حكومة والي القضارف
الجريدة