كتاب رائ وعالمية

البعد_الاخر.. مصعب بريــر يكتب… نسمع جعجة و لا نرى طحينا ..!

الخرطوم | الان نيوز

على نهج الهدر السياسى المعلوم الذى يسود مفاصل وزارة الصحة الاتحادية حاليا ، اصدر د. نزار زلفو مدير المركز القومى لامراض وجراحة الكلى بيان تحذيرى لمرضى الكلى واسرهم وجميع العاملين فى خدمتهم ، بداه بتأكيد الوضع الكارثى الذى تعيشه البلاد جراء الحرب ، ولم ينسى تذكيرهم بعلمه بمعاناتهم فى الوصول لمراكز غسيل الكلى بالولايات التى وفدوا اليها ، واوضح جهوده المضنية التى بزلها لتقديم الخدمة واحباطاته من قرب انتهاء مخزون الأدوية بسبب تلكوء الامدادات الطبية فى تخليص الوارد ببورتسودان وعدم توفير وزارة الماليه لميزانيات شراء مخزون الثلاث شهور القادمة ، ولم بنسى مناشدة السودانيين والخيرين والدول الصديقة والشقيقة بمد يد العون له ليتمكن من القيام بواجباته تجاه المرضى الذين يشرف على رعايتهم .. فقط نسى ان يتقدم باستقالته من منصبه لعجزه عن القيام بمهامة تجاههم للظروف القاهرة التى لاقبل له بها .

ويبقى السؤال المهم قائما : ما هى الرسالة التى يريد ايصالها السيد زلفو لمرضى الكلى واسرهم , غير احباطهم بقرب انتهاء معينات الغسيل والتى لم بتبقى لها سوى اسبوعين وان البلد في حالة انهيار .. وهو فشل يتحمل مسؤليته الاساسية ايا كانت المبررات طالما ظل متشبثا بموقعه رغم بيانه الذى اصدره ، او انه يريد ان ينههم بضرورة البدء فى كتابة وصيتهم الاخيرة ، لأن الموت هو من ينتظرهم لا محالة بحسب حيثيات بيانه والعياذ بالله ؟! والا بالله عليكم ما الذى يمكن ان يفعله المرضى واسرهم للسيد زلفو فى هذه الحالة غير الدعاء ..؟! اذن هى رسالة لها اهداف اخرى غير ظاهرة على الاقل فى حيثيات البيان فهى بالطبع لا تخدم باى حال من الأحوال المستهدفين بالبيان فى شئ بل تزيد معاناتهم واسرهم واحبابهم فالرجل يقول لهم بجلاء “لقد فشلنا فشلا ذريعا” ..

لم ننتظر كثيرا حتى تلقينا توضيح من وزارة الصحة الاتحادية حول الموقف الدوائي لمرضى الكلي في السودان، تحت عنوان .. رسالة الي مرضي الكلي و ذويهم و أسرهم كتب الله لهم العافية والشفاء .. جاء فيها .. يوجد بالسودان حوالي (8000) مريض غسيل كلوي يتلقون خدماتهم عبر عدد (105) مركز للغسيل الكلوي في كل ولايات السودان ، كما يوجد حوالي(4،500) زارع كلى كذلك يتلقون علاجهم عبر مراكز تواجدهم بالولايات ، علما أن هذه الخدمات من غسيل كلوي او ادوية تقدمها حكومة السودان (مجانا) للمرضى بتنسيق المركز القومي للكلى عبر برنامج العلاج المجاني ..

  • نود ان نؤكد للشعب السوداني، ان الوزارة والمركز القومي للكلى والصندوق القومي للإمدادات الطبية يقومون بالتنسيق لمعالجة النواقص على درجة عالية من المهنية لكل مراكز الغسيل بالولايات والتي استقبلت بكل صدر رحب مرضى ولايه الخرطوم بتوزيع المستهلكات من الصندوق القومي للامدادات بالاضافه إلى مساعدة مراكز الخرطوم التي ظلت بعضها تعمل رغم الظروف القاهرة التي تمر بها ولاية الخرطوم، بالإضافة للاستلاف بين الولايات ..
  • تؤكد وزارة الصحة الإتحادية انه لا يوجد مخزون بمخازن الإمدادات الطبية وكل الإمداد الذي يخص مرضى الكلى تم توزيعها لولايات السودان المختلفة عبر مراكز الكلى ..
  • وتوضح الوازارة أن غسيل الكلى من الأمراض ذات التكلفة العالية وتقوم الدولة بدفعها ،يحتاج المرضى إلى (70) الف غسلة في الشهر ،في الثلاثة اشهر يحتاجون إلى (210 ) الف غسلة ، الإمدادات الطبية تقوم بتوفير إمداد مراكز غسيل الكلى كل ثلاثة أشهر ، بتكلفة (2,500) مليون دولار ، مع بداية الحرب تم توفير (133) الف غسلة، تم شرائها عبر الإمدادات الطبية، والان بعض الولايات تشير إلى إقتراب حصتها من الإنتهاء ، هناك جهود مبذولة مع الشركاء ووزارة المالية لتوفير المبالغ المطلوبة كما وصلت بعض الغسلات بولاية البحر الأحمر ، تخص نوع معين من الماكينات (فرزينيوس) بتغطية 20% فقط ، لانها تعمل في ماكيناها فقط ، سوف تستفيد منها الولايات التي بها ماكينات فرزينيوس والان في التخليص ..
  • هناك جهود من وزارة الصحة مع الشركاءفي طريقها للبلاد منها ، شحنة قطر الخيرية من تركيا تم طلبها قبل شهر و هي أكثر من 20 الف غسلة متوقع ان تكفي حوالي اسبوعين و نتمني تصل سريعا ..
  • حاليا تعمل وزارة الصحة الإتحادية على ثلاثة إتجاهات لطلبيات الواحدة تكفي ثلاثة أشهر مع الـ UNDP ، بالإضافة إلى الشراء المباشر للإمدادات الطبية (الدفع من الدولة او الشركاء من الدول الصديقة) ومع منظمة الصحة العالمية( WHO) ..
  • نعود نؤكد للشعب والمرضى في كل ربوع السودان الحبيب اننا سوف نبذل كل ما بوسعنا من اجل توفير الأدوية والمستهلكات وحل كل المعوقات في سبيل راحه المرضى ونسأل الله أن يحفظ السودان ويعم الأمن والسلام .. انتهى ..
  • على الرغم من ان هذا التوضيح يمكن اعتباره ضوء فى نهاية النفق ، الا انه لا يبعث علي الاطمئنان ، بل يزيد القلق لانه يقر بوجود فجوة في عدد الغسلات المطلوب لمرضي الفشل الكلوي المزمن ، و بالطبع عدد الغسلات لا يشمل مرضي الفشل الكلوي الحاد ، كما اغفل التوضيح وفرة الادوية لزارعي الكلي و مرضي المناعة الكلوية ، و كذلك اقر التوضيح بتعثر التمويل المالي المخصص لتوفير المستهلكات و الادوية المطلوبة لبرنامج مرضي الكلي .. الا انه رد جاء فى وقته لاول مرة ، ويجب ان ينتبه متخذى القرار لحجم التغلغل السياسى الكارثى الذى تعانيه مفاصل وزارة الصحة الاتحادية وبالتالى امن المواطن الصحى الذى أصبح احد ادوات الصراع السياسى والمتاجرة السياسية الرخيصة التى تستخدمها الاحزاب السودانية المتصارعة فى تصفية حساباتها السياسية على حساب صحة وسلامة المواطن السودانى المغلوب على أمره .. ودونكم التقارير المفبركة التى درجت على اطلاقها ما يسمى اللجنة المركزية للاطباء فى تزامن محدد مع المتاشط السياسية التى تخدم اهدافهم االسياسية الرخيصة وتختفى بعد ذلك حتى ظهور حدث سياسى جديد ..

بعد اخير :

لقد بح صوتنا ونحن نحذر من خطورة تسيس القطاع الصحى على صحة وسلامة المواطن السودانى ، لقد تغلغت كارتيلات لجان الاحزاب السياسية فى مفاصل القطاع الصحى وتم توزيع القطاع الصحى كيمان وغنائم ومناطق نفوذ حزبية ، ممنوع الاقتراب والتصوير بينها فإن لم تكن منهم فلن تصبح بينهم ولو كنت انشتاين زمانك ، فاصبحت بعض المؤسسات الصحية لا تختلف فى شئ عن دور الاحزاب السياسية الفاشلة ، فاضحت منصات للتحشيد والحفر السياسى والتحشيد والحفر المضاد ، فتم استبدال مناشط خدمة المرضى بالمناشط السياسة فسادت الوقفات الاحتجاجية والاضرابات والاعتصامات ورفض قرارات المستويات الاعلى باى مبرر هى المتاشط اليومية السائدة طوال الفترة الماضية ، عليه فإن تنظيف النظام الصحى من الناشطين السياسيين ومنع الممارسات والمناشط السياسية تماما بداخله ، كما هو معمول به فى جميع دول العالم ، لن ينصلح حال النظام الصحى ، وعلى منسوبى القطاع الصحى ان يعلموا بانه (لكل حزبه والصحة للجميع) وبعد الدوام الرسمى يحق لاى ممارس ممارسة نشاطة السياسى بدار حزبه أو غيرها ولكن المؤسسات الصحة فهى لخدمة المواطن السودانى ايا كان انتماؤه السياسى أو القبلى أو الدينى ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين

إنضم لقروباتنا بالواتساب لتصلك اخر الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى