
قبيلة البرقو هم من الشعوب الأصيلة في أفريقيا، و واحدة من اعرق القبائل فيها، يدينون بالاسلام السني و يتحدثون اللغة العربية بجانب لغتهم آلام لغة المبا, يمتهن اغلبهم العمل بالزراعة و التجارة و الرعي ، يقطنون منطقة تمتد ما بين شرق تشاد دار وداي و غرب السودان دار فور، وقد أشتهر البرقو بنشر الدين الإسلامي عن طريق سلطنتهم الاسلامية سلطنة وداي في شت بقاع افريقيا و يعرفون بأهل القرآن الكريم,و ينتمون الي فروع الشعوب النيلية
لغة البرقو
البرقو أو (المَبَا)، ينطق مَبَا «بفتح الميم والباء» ومعناها (الناس) أو (القوم)، لا يوجد نص مكتوب أو رمزي للغة لقد استخدموا مؤخرًا أحرفًا عربية ولاتينية لوضع اللغة في شكل مكتوب، معظم القبيلة يتحدثون المَبَا بطلاقة باعتبارها لغتهم الأم، ترتبط لغة البرقو بلغة المساليت ارتباطاً وثيقاً.
تاريخ البرقو
عقد قبيلة البرقو الوداي نوعًا من الهيمنة على معظم المجتمعات التي امتدت على طول الساحل بين بحيرة تشاد إلى سلطنة دارفور، البرقو يعيشون في حزام طويل يمتداد من كردفان غرباً عبر دارفور إلي وداي حكمت قبيلة البرقو سلطنة وداي الإسلامية لمدة مايقارب 411 عام وقد تعاقبو في ذلك الفترة عدة ملوك مروراً بالسلطان جودة وهو آخر سلاطين القبيلة والحاكم نجد آنا ذاك.
سلطنة وداي(بين عامي 1501 و 1912)
كانت سلطنةً أفريقية إسلامية، قامت في المنطقة الواقعه بين شرق بحيرة تشاد في تشاد الحالية وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان. نشأت سلطنة وداي في القرن الخامس عشر تحت قيادة السلطان الأول دودين مُرة و سبب تأسيسها و قيامها هو الدين الإسلامي و استقلالهم من الامبروطوريات المجاورة دارت معارك بينهم و بين شعب التنجر الحاكم في المنطقة المجاورة شرقاً. احتلت السلطنة أرضًا كانت في السابق تحت سيطرتها و سلطنة دارفور في الشمال الشرقي من سلطنة باقرمي. استمرت السلطنة في التواجد الفعلي حتى التوغل الفرنسي الإستعماري في منطقة تشاد ووسط إفريقيا عام 1906 ونتيجة لذلك شنت فرنسا وحلفاؤها المحليين عدة حملات عسكرية على وداي بدايةً من عام 1906 وحتى عام 1911 والتي عرفت بحرب وداي حتى سقوط العاصمة أبشي واستسلام آخر سلاطين وداي للفرنسيين عام 1911 ضمت فرنسا إقليم وداي الي مستعمراتها و تركت الجزء الشرقي من السلطنة للاستعمار البريطاني أنذاك.
أصل السلطنة
كانت سلطنة وداي سلطنة إفريقية تاريخية تقع شرق بحيرة تشاد وغرب دارفور ، فيما يعرف الآن بمنطقة وداي بشرق تشاد. بدأت سلطنة وداي في التشكل في العام 1501م تحت اسم قبيلة “البرقو الوداي” واستمرت قائمة لأكثر من 400عام وكان أول سلطان من البرقو الوداي يحكم بأرض الوداي هو دودين مُرة المعروف بالكولاك أي السلطان ، وتأسست هناك سلطنة الفور حوالي عام 1630 و أصبح مناطق شرق وداي تابعة لدارفور ، وأصبحت مستقلة بمساعدة التنجر لهم بحلول سبعينيات القرن الثامن عشر وبدأت فترة من التوسع السريع ، على حساب مملكة برنو في الغرب بشكل رئيسي. نتج ازدهارها عن موقعها عند ملتقى طريقين تجاريين رئيسيين: طريق الشرق – الغرب الذي يربط أعالي نهر النيل ودارفور مع برنو وكانو ، والطريق العابر للصحراء من أبيشي (مدينة وداي الرئيسية) شمالًا إلى بنغازي على البحر المتوسط. في القرن التاسع عشر ، تخلت القوافل عن مسارات أخرى عبر الصحراء لصالح طريق أبيشي – بانغازي لأنه كان أكثر أمانًا ، وذلك بفضل الاستقرار الإقليمي الذي حققته سلسلة من ملوك الوداي الأقوياء ، أو الكولاك. (محمد شريف 1835-1858 علي محمد شريف 1858-1874 يوسف محمد شريف 1874-1899)وضع الاحتلال الفرنسي بين عامي 1906 و 1914 حداً للتجارة عبر الصحراء. دارت معارك مع بينهم وبين مملكة التنجر ما قبل ثلاثينيات القرن السادس عشر. احتشدت مجموعات صغيرة أخرى في المنطقة مع بعض القبائل الاخرى تحت الراية الإسلامية لعبد الكريم المنحدر من قبيلة البرقو وداي النبيلة في عام1635م ، وبدؤوا بغزو المنطقة الشرقية، وأطاحوا بشعب التنجر الحاكم الذي قاده ملك يدعى داود آنذاك. أمّن عبد الكريم -ابن البرقو مبا- سلطته وعزز من مركزه من خلال الزواج من ميرام آيسا ابنة ملك التنجر داود، ثم عقد مواثيق زواج أخرى مع السلالات والقبائل المحلية، مثل قبائل المساليت و التنجر.تميّز تاريخ وداي بالحروب مع سلطنة دارفور لفترة طويلة من القرن الثامن عشر، وعانت البلاد من جفاف رهيب استمر لعدة سنوات تحت حكم يعقوب العروس (بين عامي 1681 و 1707) -حفيد عبد الكريم- في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.
الحياة السياسية
الحياة السياسية في مملكة ودّاي: كان للنظام السياسي المتبع في مملكة ودّاي دور هام في حضارة المملكة والسعي بها إلى الرقي والتقدم والازدهار ومن ذلك النظام: (أ) نظام الحكم: كان نظام الحكم في مملكة ودّاي نظاماً وراثيا إلا أن هناك شروطاً ينبغي توافرها لدى ولي العهد الجديد منها :- 1. يجب أن يكون ولي العهد أكبر أولاد السلطان المتوفى أو المخلوع. 2. يجب أن يكون ابنا شرعيا والدته من قبيلة المبا 3. يجب أن تكون الخلافة بالخلف المباشر. 4. يجب على السلطان الجديد بعد مبايعة الأجاويد والقبائل أن يقوم بزيارة الثريا بمنطقة وارا. ونحن نرى في هذه الشرط أي الشرط الرابع بعيد كل البعد من صحة هدفه بدليل أن مملكة ودّاي عرفت الإسلام منذ زمن بعيد وتركت ونبذت البدع والخرافات والإحيائية وغير ذلك من الأمور الغير لائقة بالدين الإسلامي. كما أن الإسلام حدد شرط صيد في قبول الخلافة ينبغي أن يتم بإحداهما وهي: (1) أن يختار أهل العقد والحل الشخصية الصالحة لقيادة المسلمين وهذه العملية تتم بثلاث مراحل . 1. تعين المرشح . 2. الحصول على قبول الترشيح نفسه. 3. وقوع البيعة وهي أساس المشروعية. (2) أن يكون عهد الأمر من قبل وتتويج بيعه أهل العقد والحل ورعايا الدولة . فالطريقة الثانية هي الأكثر استقلالا في تولي السلطة في دار ودّاي وعندما يتولى السلطان على السلطة يحق له بذلك أن يجمع جميع السلطات ما عدا السلطة التشريعية ويلي السلطان في المرتبة هيئة تسمى بهيئة الأجاويد. فقد قسمت مملكة ودّاي في عهد السلطان عبدالكريم إلى أربعة قيادات كبرى. 1. قيادة الشمال. 2. قيادة الجنوب. 3. قيادة الشرق. 4. قيادة الغرب. وعين على كل قيادة من تلك القيادات قائد يسمى كمكلاك كما قسمت كل قيادة إلى أربعة دوائر ويسمى رئيس الدائرة بتجك وقسمت كل دائرة إلى أربعة نقاط ويسمى رئيس النقطة بالعقيد . (ب) الموظفون: فقد كان هناك العديد من القائمين بشؤون القصر الملكي فمنهم الخصيان ورؤسائهم، والأمناء والعلماء ورؤسائهم والكرابيات والمومو والجواري والتمسو، والكلوتو والتناثيل بالإضافة إلى الهبابات . كما أن هناك ثلاثة عقدا وتراقنة وفتاشين وكبراك وورناك وطويرات فلكل واحد من هذه الأصناف المذكورة وظيفة يقوم بأدائها في القصر الملكي للسلطة. (ج) المحاكم : كان الإشراف على محاكم المملكة يتم من قبل العلماء والفقهاء الذين يمثلون الطبقة المثقفة في المملكة. فمن بينهم هؤلاء العلماء القضاة ومستشاري السلاطين في العبادات والمعاملات والإفتاء، كما كان ومازال منهم أئمة المساجد ومدرسي الفقه والتوحيد واللغة العربية وغير ذلك من العلوم الإسلامية ومن اجل ذلك كونت هيئة باسم العلماء تسمى الإمامية كما ذكرنا ذلك سابقا. وتنقسم محاكم المملكة في دار ودّاي إلى أربعة أقسام مندرجة كالآتي:- 1. الفاشر: يعتبر الفاشر أعلى محكمة في المملكة ويتم تنفيذ ذلك في ساحة كبيرة بالقرب من القصر الملكي للفصل في القضايا والمسائل الدينية والسياسية الشائكة والعسكرية والمدنية ، الواقعة في العاصمة أو المحالة إليها من طرف المحاكم الإقليمية. 2. محكمة التنجاك: هي المحكمة التي يرأسها الملك ، ويقوم القاضي المختص بالأحكام الشرعية والإشراف بالقضاة وفي حالة وجود قضية مستعصية يقوم بتحويلها إلى محكمة الفاشر. 3. محكمة الجماعة: هي المحكمة التي تقام في القرية أو في الفريـــــــك ( الحي) وتتكون محكمة الجماعة من شيوخ القرية وعقلائها ، وتقام في هذه المحكمة في المسيد وتقوم بحل جميع المنازعات والمشاجرات والخصومات الناشئة من سكان القرية أو الفريك كما تقوم بتسوية مشاكل الزواج والطلاق والميراث ويقوم برئاسة هذه المحكمة أمام القرية المسمى بالمنجاك ويتم تعينه من قبل ملك المقاطعة (الكنتون) وفي حالة الاستئناف تحال القضية إلى محكمة التجاك أو الملك حيث يوجد القاضي المختص بذلك. 4. محكمة العقيد: هي المحكمة الخاصة بالقبائل الرحل ويتم ذلك تحت قيادة العقيد. فنظام المحاكم المتبع في هذه المحكمة يمثل أعلى مستوى حضاري وصلت إليه البلاد فحكام ودّاي كانوا ومازالوا يستخدمون اللغة العربية في دواوينهم الرسمية كما يقومون بتنفيذ الشريعة الإسلامية في المحاكم المحلية. وعند وقوع البلاد في يد المستعمر الفرنسي الغاشم لم يقم منذ الوهلة الأولى يترك هذه الأنظمة التي وجدها بل تركها كما هي وكل ما قام به المستعمر هو إحالة الأموال التي تجلب من الضرائب إلى الخزينة العامة للدولة.
سلاطين وداي
|1- دودين مُرة 1501-1542
|2- مُرة دودين مُرة 1542-1563
|3- حاروت درت 1563-1615
|4- عبدالكريم جامع 1615-1655
|5- حاروت عبدالكريم 1655-1678
|6-صابون حاروت 1678-1681
|7-يعقوب العروس1681-1707
|8- حاروت الصغير 1707-1747
|9-جودة حاروت 1747-1795
|10- صالح درت 1795-1805
|11- محمد صابون 1805-1813
|12- يوسف خريفين 1813-1829
|13- راكب يوسف 1829-1830
|14- عبدالعزيز ردمة 1830-1834
|15- ادم ضحوية ردمة 1834-1835
|16- محمد شريف 1835-1858
|17- علي محمد شريف 1858-1874
|18- يوسف محمد شريف 1874-1899
|19- ابراهيم يوسف 1899-1901
|20- أحمد غزالي 1901-1902
|21- دود مرة 1902-1909
|22- أصيل كولاك 1909-1912
مجزرة كُبكُب أو مجزرة الساطور
هي مجزرة قام بها الإحتلال الفرنسي يوم 15 نوفمبر 1917 في حق 400 عالم دين وزعيم محلي في مدينة أبشي بإقليم وداي في تشاد.
تعرضت تشاد خلال القرن 19 للإحتلال الفرنسي، والذي عمل على طمس هوية البلد، ومحاربة الدين الإسلامي واللغة العربية بكل الطرق.
وحسب المؤرخين الفرنسيين فإنه بتاريخ 23 أكتوبر 1917 قُتل ماريشال التموين غيادي (Guyader) بطعنات السكين في سوق أبشي وأصيب ضابط صف، وفي أعقاب هذا الحدث، اشتبه رئيس المقاطعة، القائد جيرار (Gérard)، في فقهاء ووجهاء وداي البرقو القاطنين في بلتن، في التخطيط لمؤامرة ضد الفرنسيين، وهو ما تنفيه المصادر التاريخية.في يوم الـ15 من نوفمبر 1917، جمعت القوات الفرنسية خيرة علماء الدين الإسلامي في المنطقة، وكان اللقاء مبرمجا ظاهريا للحديث عن إدارة البلاد تحت الحكم الفرنسي وكيفية تصريف شؤونها، وعند تجمع ما يقارب 400 عالم دين وزعيم محلي في مدينة «أبشة» بإقليم وداي سنة 1917، وقُضي عليهم ذبحًا مرةً واحدة، ودفن القتلى في مقبرة جماعية بمنطقة «أم كامل» والمقبرة موجودة حتى الآن، وقد بقيت هذه المجزرة راسخة في الذاكرة الجماعية تحت اسم «مجزرة كبكب».
بالنسبة للمؤرخين، فإنه في صباح يوم 15 نوفمبر / تشرين الثاني، أمر الخيالة باغتيال العقيد (القائد العسكري) لدوكوم ورجاله – قُتل ستة وخمسون شخصًا :5 – وأكثر من عشرين فقيه (حفظة القرآن). وحُملت رؤوسهم ورُتبت في صفين عند المدخل الشرقي للمقاطعة، الموقع الحالي للنصب التذكاري للحرب في أبشي.:5 كما قُبض على شيخ الوداي ، ، وقتله في بلتين مع حوالي أربعين من أقاربه وحلفائه،، وجاء في التقرير الرسمي الفرنسي بأن شيخ الوداي عبود صابون مرة قتل بتاريخ 11 ديسمبر 1917 إثر محاولة فراره أثناء نقله إلى أبشي.: ونُهبت جميع المنازل في منطقة شق الفكارة، ورُحل حوالي عشرين شخصية سياسية ودينية مؤثرة إلى بلدان أخرى في إفريقيا الاستوائية الفرنسية.:6 في تقرير بتاريخ 6 مارس 1918 ذُكر بأن المؤامرة كانت حتمية، وبأن الجيش استعمل جميع الطرق لإخمادها، لكن الأمر بدأ ينجلي شيئا فشيئأ بمرور سنة 1918 ليصير فضيحة مدوية.:
ما فعله القائد الفرنسي جيرار كان بلا سبب، فعزله الحاكم فريدريك إيستاب (Frédéric Estèbe)، الأمين العام لإفريقيا الاستوائية الفرنسية (A.F.P) في 3 يوليو 1918.: فتحت المحكمة العسكرية التحقيق، ويُعتقد أن القائد جيرار وقف أمام مجلس التحقيق سنة 1922 وتحتم عليه مغادرة الجيش